لماذا نعشق الشخص السام والمستفز والمضطرب ، رغم أننا نعلم جيدًا أنه مصدر تعبنا ؟
قد يبدو الأمر جنونًا أعلم ، لكن الحقيقة أن هناك أسبابًا نفسية عميقة تفسر هذا الانجذاب الغريب ، بل وتجعله يبدو وكأنه نوع من الإدمان العاطفي …
هناك شخص في حياتك يجعلك تتأرجح بين الغضب والابتسامة ، بين الانزعاج والانبهار ، بين الرغبة في الهروب والرغبة في الاقتراب أكثر .. ومع ذلك ، تجد نفسك متعلقًا به أكثر من أي شخص آخر.
قد يبدو الأمر غير منطقي صحيح ؟😅 ، لكن هناك سبب نفسي عميق يجعلنا ننجذب إلى الأشخاص الذين يرهقوننا نفسيًا وعاطفيًا ، أحيانًا حتى بلا سبب واضح .
1️⃣ الإثارة الغريبة للتحدي ..
الشخص الذي يرهقك يجعلك دائمًا على حافة الانتباه ، كل كلمة منه ، كل تصرف مفاجئ ، يخلق شعورًا بأنك في تحدٍّ دائم .. العقل الغريب الذي تملكه يا صديقي يحصل على دفعات صغيرة من الأدرينالين تمنحه متعة ممزوجة بالألم ، لأنه دائم التساؤل : "ماذا سيفعل الآن؟"
العقل البشري بطبيعته ينجذب إلى الألغاز ، والشخص المرهق يعتبره لغزًا حيًا يمشي أمامك ، يجب أن تفهمه مهما كان الثمن ، والمضحك أن جسدك يفرز نفس المواد الكيميائية التي يفرزها أثناء لعب لعبة صعبة … فتخيل أنك فقط لأنك تحب شخصًا مرهقًا ، يبقى جسدك في حالة تأهب دائمة!
2️⃣ الشعور بالتحكم في الفوضى ..
نحن نحب الشعور بأننا نفهم الأشخاص الصعبين أو غريبي الأطوار ، إن أحببت شخصًا عاديًا ، لطيفًا ومثاليًا ، ستشعر بالملل — لا سمح الله 😅 ، لكن الشخص المرهق يمنحك إثارة مستمرة ، لأنك تشعر وكأنك في مهمة بطولية لتحويله من شخص سام إلى حمل وديع .
ودعني أحبطك قليلًا : لن تستطيع فعل ذلك 😂.
فلا تحاول أن تكون البطل في حياة شخص مؤذي، لأنك ستتحول في النهاية إلى ضحية.
3️⃣ المزيج العاطفي بين الألم والمتعة ..
نحب الشخص الذي يرهقنا لأنه يخلق داخلنا مزيجًا متناقضًا من المشاعر : الغضب من تصرفاته ، الشوق لرؤية ابتسامته ، الإحباط من تجاهله ، والسعادة عند اهتمامه بنا.
العقل يخزّن التجارب المعقدة والعاطفية بقوة أكبر ، لذلك نتذكر كل لحظة مؤلمة معه وكأنها ذكرى مميزة لا تُنسى.
والأغرب أننا نعتبر تلك الذكريات المؤلمة سببًا للاشتياق له!
والحل يا يوسف ؟
إما أن تستمتع بحياتك بعيدًا عنه ، أو تبقى تتأرجح بين المتعة والألم إلى ما لا نهاية.
4️⃣ التعلق النفسي العميق ..
الشخص المرهق يخلق نوعًا من التعلق النفسي غير الواعي.
تحبه دون أن تعرف السبب أصلًا . كلما حاولت الابتعاد عنه، شعرت بحاجة أكبر للعودة إليه ، وكأن هناك حبلًا غير مرئي يربطك به ، الأدرينالين والقلق يخلقان نوعًا من الإدمان العاطفي ، يجعلك تريد المزيد من اهتمامه حتى لو كان مؤلمًا ، وفي بعض الحالات المتقدمة — خصوصًا لدى النساء — قد يصل التعلق إلى حد التمسك به حتى لو كان يخونك .
5️⃣ الشعور بالقيمة الذاتية ..
التعامل مع الشخص المرهق يجعلنا نشعر بالقيمة عندما نحصل على اهتمامه.
لأنه صعب ، وسام ، ومتعِب ، ومع ذلك انتصرنا ونلنا اهتمامه — فوز وهمي نشعر به كأنه إنجاز.
اهتمامه يصبح مكافأة نادرة ، فنتمسك به أكثر ، بل إن قدرتنا على لفت انتباهه بعد تجاهل أو فتور ترفع إحساسنا بالقوة ، رغم أن هذه القوة مجرد وهم لا أكثر.
في النهاية ..
نحن نحب الأشخاص الذين يرهقوننا لأنهم يشعلون داخلنا مزيجًا من المشاعر : التحدي، الغموض، والشوق.
فهم مثل لغز مستحيل … كلما اقتربنا من حله ، ازددنا تعلقًا به.
الصعوبة التي يخلقونها تجعل كل لحظة معهم ثمينة ومثيرة ، والعقل ينجذب إلى التعقيد ، بينما القلب يحب ما يرهقه لأنه يظن أنه "يستحقه" — حتى لو كان هذا الحب يقتله ببطء.
والسؤال الآن:
كيف نصلح هذا النمط ؟
وكيف نكسر التعلق بالشخص الذي يؤذينا ؟
هذا ما سأخبرك به في المقاله القادمة لن اعطيها لك بهذه السهوله 😅.
إرسال تعليق